٢١٤رسائل تآملية في شرح الحكمة العطائيه قُرْبُكَ مِنْهُ أَنْ تَكُونَ مُشَاهِداً لِقُرْبِهِ ، وَإِلا فَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ وَوُجُودُ قُرْبِهِ
214) قُرْبُكَ مِنْهُ أَنْ تَكُونَ مُشَاهِداً لِقُرْبِهِ ، وَإِلا فَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ وَوُجُودُ قُرْبِهِ
الإمام ابن عجيبه شرح الحكمة بحكمة فأصبحت احور وادور في نوريين للعالمين اسئل الله ربي ان يُِلهني الفهم عنه
فمن أين أنت ووجود قربك الحسى من نوره اللطيف حتى تراه بعين الحس ؟ فما دمت في عالم الأشباح فأنت بعيد من عالم الأرواح ، في حال قربك منه كما قال القائل :
ومن عجب أنى أحن إليهم
واسئل شوقاً عنهم وهم معي
وتبكيهم عيني وهم بســوادها
ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه في شرح هذه الحكمة : القرب في الجملة على ثلاثة أوجه.
أحدها : قرب الكرامة ، وهو تقريب الحق عبده حتى يكون مشاهداً لقربه منه فيتولاه دون ما سواه .
الثاني : قرب الإحاطة ، إحاطة العلم والقدرة والإرادة ، وعمومالتصرف وهذا الحق من عبده .
الثالث : قرب المناسبة والمسافة ، ولا يصح في جناب الربوبية لاستحالة المسافة عليه ونفى مناسبة العبد للرب ،
فتقدير الكلام قربك منه على وجه الكرامة أن تكون مشاهداً لقربه منك على وجه الإحاطة وإلا فمن أين أنت ووجود قربه على وجه التناسب والمسافة.
وإنما نقلته لعلمي أن الكتاب يطالعه من يحسن العوم ومن لا يحسنه فإذا خاف من البحر وجد جزيرة يأوى إليها وبالله التوفيق .
ومن حصل على مقام القرب والوصول ، ترد عليه الحقائق العرفانية والأسرار الربانية ، والعلوم اللدنية ، تارة ترد مجملة ثم يقع التفصيل وتارة مفصلة وهو غالب واردات أهل التمكين ، والغالب أن هذه الواردات إنما ترد بعد الفتح والوصول.
وبعد كلام الكبار نحاول الفهم فنقول ان القرب هنا يعني بالتنقيه كلما كان العبد في حالة تركيز بتطهير قلبه فهو قريب من ربه لان القرب لا يشعر به من كان ملوث كلما تطهرت حسيت بقرب ربنا يعني بقدر طهارتك بقدر استشعارك للقريب والعكس
وخلاصتها الهوي عمي
والعمي تشتت وضلال وتوهان
يعني ترمومتر القرب هو انك تكون مركز في التوبه صبح وليل على الاقل مرتين بتغسل قلبك فيهم من ذنوبك ومن ال تلوثات البيئية
كل ما يحيط بك يؤثر عليك فاجعل لنفسك جو نظيف لتُِعين نفسك على التطهير المستمر فكلما تم احاطتك بطاقة ايجابيه نورانيه كلنا كنت أقرب لربك وأطهر
وعلى العكس تماما كثرة الملهيات والجو المحيط بينا لاشك يؤثر علينا بالسالب ويجعلنا أبعد عن التوبه
اللهم باعد بيننا وبين من يحول بيننا وبينك كما باعدت بين المشرق والمغرب وكل من أراد بينا سوء فاجعل كيده في نحره وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد
وقرب الإحاطة المقصود بيه ان ربك بيقسم ليك بجزء من الا حاطه كلما كنت أقرب لأسماء ربك جعلك ربك محيط بالكل اي ترى بنور الله وتسمع به وتمشي به فيظن الاغبياء انك لا تدري شئ يظنون بانفسهم الخير وهم أشر الخلق
من عميت بصيرته بسبب هواً متبعاً وإعجابه بنفسه فكيف يكن هذا قريب ويدعى المحبه فإن عقاب هؤلاء لشديد وإن بطش ربك لشديد فانتظر إنا منتظرون
وقوله :أقرب إليك من كل شيء أي بعلمه وإحاطته وتدبيره كما قال تعالي
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
قال ابن عباد : وهذا الفصل من قوله : الكون كله ظلمة إلى هنا أبدع فيه المؤلف غاية الإبداع وأتى
اللهم ارنا دنيانا بعين حبيبنا واجعل هوانا تبعا لكتابك وارزقنا السعه في كل شئ سعة الفهم عنك والقرب منك ياقريب قربنا وازل حجاب غفلتنا حتي نتذوق حلاوة كتابك وتقشعر منه جلودنا ياكريم يارب اكرم قلوبنا بحنانتك وقربك ياربي
تعليقات
إرسال تعليق