الحكمة ٢٣ من حكم النور والسرور لابن عطاء الله

 الحكمة الثالثة والعشرون

لا تترقب فراغ الأغيار ، فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له ، فيما هو مقيمك فيه .

تأملنا في هذه الحياة الدنيا يجعلنا نتذوق معني اللهو ونعلم اننا محرومون من تذوق الخلوات بسبب تذوق قلوبنا  للهو الدنيا المليئة بالمغريات والملهيات التي من شأنها أن تقطع العبد عن الله (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ )

 من هذه الشواغل التي عبر عنها ابن عطاء الله بالأغيار 

            وقول العلماء الربانيين ((الخلوة في الجلوة)) أي ليست الخلوة التي يطلبها الله منك أن تفرّ من نظام الحياة الدنيا إلى كهف بعيد لا يراك فيه أحد ولا تراه

وإنما الخلوة التي يحبها  الله لك أن تكون داخلاً في معمعة الحياة ومترفعاً في الوقت ذاته فوقها

 من الناس من يجهل هذا القانون الرباني والحكمة منه فيستسلم لشواغل الحياة وآفاتها 

ويسوف ب حتي افرغ مما انا فيه  والاستسلام لنزوات الشباب شرّ لا بدّ منه 

وإن كان مقيماً في  أوربا أو أمريكا لدراسة أو تجارة أو لشأن ما من شؤونه حدثته نفسه أن لا مفر من الاستسلام لذلك الجو الخانق والموبوء  وأن ليس أمامه إلا خيار واحد 

هو أن ينتظر مرور هذه الحال  ويتحرر وهو يعلم ان كلما سوفت الفراغ فلن تجده ابدا  تسويفك بحجة انه ليس لديك وقت من اخبث وامكر الحجج وتأتيك عادتا بعد نجاح شديد في طريق ربنا

  فما العلاج؟ 

             العلاج ما يقوله ابن عطاء الله!.. يجب أن يعلم كل منا أن انتظار التخلص من الشواغل الدنيوية جهل بحقيقة الدنيا وانتظار لا نهاية له

ولكنها متنوعة حسب مقتضيات تبدل الأزمنة والأمكنة.. للشباب شواغله وآفاته.. وللكهولة أيضاً شواغلها وآفاتها.ذ

وللشيخوخة أيضاً آفاتها  لأن الشواغل التي عبر عنها ابن عطاء الله بالأغيار ليست محصورةً بما تراه عيناك من زينة الحياة الدنيا وزخارفهاوفتنة الناس بعضهم ببعض

 إن نفسك التي بين جنبيك مليئة بالشواغل  إن حديث نفسك لك من اخطر ما يكون 

                     وإن انشغال قلبك بأولئك الذين ينتقدون حالك وينتقصون شأنك

وشعورك بالألم منهم أو الحقد عليهم من أسوء الأغيار التي تحجبك عن الله وتنسيك شأنك  { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } ومعنى الفرار إليه كثرة الالتجاء إليه بالدعاء والشكوى من حال النفس وكثرة ذكره سر نجاتنا منها

                                          تائهين عن الله وبين ايدكم النجاة كثرة الذكر 

ومع كثرة ذكر الله ومراقبته  تتنور حياتك وتري ما اظلمت به من قبل كلما اكثرت من الذكر تري بعين ثالثة وهي عيون القلب قبل كل مشكل بنكون مركزين في ورد معين وبمجرد متدخل المشكلة بنتوه وننسي البدايات 

فقط اذكر بكثرة وستجد انه تم ازالة الظلام الذي ملئ قلبك وساعد نفسك بتيمر موبيلك

خلية مفتوح يعدلك واسمع سوت دقاته كويس لكي تستيقظ من غفلتك كل ماتشوف الساعة حس ان القبر ادام عنيك اربط فلادر حياتك بمواقف تجعلك مستيقظ علي الدوام نعننشة القلب لا تأتي إلا من الرب ولكن نحتاج منك ذقة بكثرة ذكرك تنال قربك وينكشف حجاب الظلام

 اللهم مراقبتك التي تجعل قلوبنا تقشعر من كلامك كملنا بالرشد والفهم عنك كمل قلوبنا للفقه ونور بصيرتتا بالعلم لنتذوق حلاوة ذكرك وقربك ياارحم الراحمين يارب العالمين