التخطي إلى المحتوى الرئيسي

٢٣٢رسائل تآملية في شرح الحكم العطائيه

 232) خَيْرُ العِلْمِ مَا كَانَتِ الخَشْيَةُ مَعَهُ.


233) العِلْمُ إِنْ قَارَنَتهُ الخَشْيَةُ فَلَكَ ، وَإِلاَّ فَعَلَيْكَ

يقول فيها الإمام الغزالي رحمة الله عليه 

 هو علم مكاشفة وعلم معاملة

فإن قلت: فصِّل لي علم طريق الآخرة تفصيلاً يشير إلى تراجمه وإن لم يمكن استقصاء تفاصيله.

فاعلم أنه قسمان: علم مكاشفة وعلم معاملة.

فالقسم الأوّل: علم المكاشفة وهو علم الباطن وذلك غاية العلوم:

فقد قال بعض العارفين: من لم يكن له نصيب من هذا العلم أخاف عليه سوء الخاتمة، وأدنى نصيب منه التصديق به وتسليمه لأهله.

وقال آخر: من كان فيه خصلتان لم يفتح له بشيء من هذا العلم: بدعة، أو كبر.

وقيل: من كان محباً للدنيا أو مصراً على هوًى لم يتحقق به وقد يتحقق بسائر العلوم، وأقل عقوبة من ينكره أنه لا يذوق منه شيئاً وينشد على قوله:

وارضَ لمن غاب عنك غيبته

فذاك ذنبٌ عقابه فيه

وهو علم الصدّيقين، والمقرّبـين، أعني علم المكاشفة فهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة، فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه، وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله، وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة، ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا، والمعرفة بمعنى النبوّة والنبـيّ، ومعنى الوحي، ومعنى الشيطان، ومعنى لفظ الملائكة والشياطين، وكيفية معاداة الشياطين للإنسان، وكيفية ظهور الملك للأنبـياء، وكيفية وصول الوحي إليهم، والمعرفة بملكوت السموات والأرض، ومعرفة القلب وكيفية تصادم جنود الملائكة والشياطين فيه، ومعرفة الفرق بـين لمة الملك ولمة الشيطان، ومعرفة الآخرة والجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والحساب، ومعنى قوله تعالى: {اقْرأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليوْمَ عَلَيْكَ حسيباً} ومعنى قوله تعالى: {وإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لهي الحَيَوانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، ومعنى لقاء الله عز وجل والنظر إلى وجهه الكريم، ومعنى القرب منه والنزول في جواره، ومعنى حصول السعادة بمرافقة الملأ الأعلى ومقارنة الملائكة والنبـيـين، ومعنى تفاوت درجات أهل الجنان حتى يرى بعضهم البعض كما يرى الكوكب الدرّي في جوف السماء إلى غير ذلك مما يطول تفصيله، إذ للناس في معاني هذه الأمور بعد التصديق بأصولها مقامات شتى، فبعضهم يرى أن جميع ذلك أمثلة وأن الذي أعدّه الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأنه ليس مع الخلق من الجنة إلا الصفات والأسماء.

وبعضهم يرى أن بعضها أمثلة وبعضها يوافق حقائقها المفهومة من ألفاظها، وكذا يرى بعضهم أن منتهى معرفة الله عز وجل الاعتراف بالعجز عن معرفته، وبعضهم يدّعي أموراً عظيمة في المعرفة بالله عز وجل، وبعضهم يقول حدّ معرفة الله عز وجل ما انتهى إليه اعتقاد جميع العوام: وهو أنه موجود عالم قادر سميع بصير متكلم، فنعني بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية الحق في هذه الأمور اتضاحاً يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه، وهذا ممكن في جوهر الإنسان لولا أن مرآة القلب قد تراكم صدؤها وخبثها بقاذورات الدنيا، وإنما نعني بعلم طريق الآخرة: العلم بكيفية تصقيل هذه المرآة عن هذه الخبائث التي هي الحجاب عن الله سبحانه وتعالى وعن معرفة صفاته وأفعاله، وإنما تصفيتها وتطهيرها بالكف عن الشهوات والاقتداء بالأنبـياء صلوات الله وسلامه عليهم في جميع أحوالهم، فبقدر ما ينجلي من القلب ويحاذي به شطر الحق يتلألأ فيه حقائقه، ولا سبـيل إليه إلا بالرياضة التي يأتي تفصيلها في موضعها، وبالعلم والتعليم، وهذه هي العلوم التي لا تسطر في الكتب ولا يتحدّث بها من أنعم الله عليه بشيء منها إلا مع أهله، وهو المشارك فيه على سبـيل المذاكرة، وبطريق الأسرار، وهذا هو العلم الخفي الذي أراده ﷺ بقوله: «إِنَّ مِنَ العِلْمِ كَهَيْئَةِ المَكْنُونِ لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يَجْهَلْهُ إِلاَّ أَهْلُ الاغْتِرَارِ بِاللَّهِ تَعَالَى فَلا تَحقرُوا عَالِماً آتاهُ اللَّهُ تَعَالَى عِلْماً مِنْهُ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَحقرْهُ إِذْ آتاهُ إِيَّاهُ» .

وأما القسم الثاني: وهو علم المعاملة:

فهو علم أحوال القلب: أما ما يحمد منها فكالصبر، والشكر، والخوف؛ والرجاء، والرضا، والزهد، والتقوى، والقناعة، والسخاء، ومعرفة المنة لله تعالى في جميع الأحوال، والإحسان، وحسن الظن، وحسن الخلق وحسن المعاشرة، والصدق، والإخلاص، فمعرفة حقائق هذه الأحوال وحدودها وأسبابها التي بها تكتسب وثمرتهاوعلامتها ومعالجة ما ضعف منها حتى يقوى وما زال حتى يعود من علم الآخرة، وأما ما يذم، فخوف الفقر، وسخط المقدور، والغل، والحقد، والحسد، والغش، وطلب العلو، وحب الثناء، وحب طول البقاء في الدنيا للتمتع، والكبر، والرياء والغضب، والأنفة، والعداوة، والبغضاء والطمع، والبخل، والرغبة، والبذخ، والأشر، والبطر، وتعظيم الأغنياء، والاستهانة بالفقراء، والفخر، والخيلاء، والتنافس، والمباهاة والاستكبار عن الحق، والخوض فيما لا يعني، وحب كثرة الكلام، والصلف، والتزين للخلق، والمداهنة، والعجب، والاشتغال عن عيوب النفس بعيوب الناس، وزوال الحزن من القلب، وخروج الخشية منه،

 وشدّة الانتصار للنفس إذا نالها الذل، وضعف الانتصار للحق،

 واتخاذ إخوان العلانية على عداوة السر، 

والأمن من مكر الله سبحانه وتعالى

          في سلب ما أعطى، 

والاتكال على الطاعة، والمكر، والخيانة، والمخادعة وطول الأمل، والقسوة، والفظاعة، 

         والفرح بالدنيا والأسف على فواتها،

 والأنس بالمخلوقين والوحشة لفراقهم والجفاء، والطيش، والعجلة، وقلة الحياء، وقلة الرحمة، 

فهذه وأمثالها من صفات القلب مغارس الفواحش ومنابت الأعمال المحظورة. 

وأضدادها ـ وهي الأخلاق المحمودة ـ 

منبع الطاعات والقربات، فالعلم بحدود هذه الأمور وحقائقها وأسبابها وثمراتها وعلاجها هو علم الآخرة، وهو فرض عين في فتوى علماء الآخرة، 

فالمعرض عنها هالك بسطوة ملك الملوك في الآخرة، كما أنّ المعرض عن الأعمال الظاهرة هالك بسيف سلاطين الدنيا بحكم فتوى فقهاء الدنيا، فنظر الفقهاء في فروض العين بالإضافة إلى صلاح الدنيا،

 وهذا بالإضافة إلى صلاح الآخرة.

ولو سئل فقيه عن معنًى من هذه المعاني حتى عن الإخلاص مثلاً أو عن التوكل أو عن وجه الاحتراز عن الرياء لتوقف فيه مع أنه فرض عينه الذي في إهماله هلاكه في الآخرة،

 ولو سألته عن اللعان والظهار والسبق والرمي لسرد عليك مجلدات من التفريعات الدقيقة التي تنقضي الدهور ولا يحتاج إلى شيء منها، 

وإن احتيج لم تخل البلد عمن يقوم بها ويكفيه مؤنة التعب فيها، فلا يزال يتعب فيها ليلاً ونهاراً وفي حفظه ودرسه يغفل عما هو مهم في نفسه في الدين، وإذا روجع فيه قال: اشتغلت به لأنه علم الدين وفرض الكفاية ويلبس على نفسه وعلى غيره في تعلمه، والفطن يعلم أنه لو كان غرضه أداء حق الأمر في فرض الكفاية لقدّم عليه فرض العين، بل قدّم عليه كثيراً من فروض الكفايات؛ فكم من بلدة ليس فيها طبـيب إلا من أهل الذمة ولا يجوز قبول شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام الفقه، ثم لا نرى أحداً يشتغل به، ويتهاترون على علم الفقه لا سيما الخلافيات والجدليات والبلد مشحون من الفقهاء بمن يشتغل بالفتوى والجواب عن الوقائع؛ فليت شعري كيف يرخص فقهاء الدين في الاشتغال بفرض كفاية قد قام به جماعة وإهمال ما لا قائم به؟ هل لهذا سبب إلا أن الطب ليس يتيسر الوصول به إلى تولي الأوقاف والوصايا وحيازة مال الأيتام وتقلد القضاء والحكومة والتقدّم به على الأقران والتسلط به على الأعداء؟ 

هيهات هيهات، قد اندرس علم الدين بتلبـيس العلماء السوء؛ 

فالله تعالى المستعان وإليه الملاذ في أن يعيذنا من هذا الغرور الذي يسخط الرحمن ويضحك الشيطان.

وقد كان أهل الورع من علماء الظاهر مقرّين بفضل علماء الباطن وأرباب القلوب:

كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يجلس بـين يدي شيبان الراعي كما يقعد الصبـي في المكتب ويسأله: كيف يفعل في كذا وكذا؟ فيقال له: مثلك يسأل هذا البدوي؟ فيقول: إنّ هذا وفق لما أغفلناه.

وكان أحمد بن حنبل رضي الله عنه ويحيـى بن معين يختلفان إلى معروف الكرخي ولم يكن في علم الظاهر بمنزلتهما وكانا يسألانه، 

وكيف وقد قال رسول الله ﷺ، لما قيل له كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده في كتاب ولا سنة؟

 فقال ﷺ: «سَلُوا الصَّالِحِينَ وَاجْعَلُوهُ شُورَى بَـيْنَهُمْ» ولذلك قيل: علماء الظاهر زينة الأرض والملك،

        وعلماء الباطن زينة السماء والملكوت.

وقال الجنيد رحمه الله: قال لي السري شيخي يوماً: إذا قمت من عندي فمن تجالس؟ قلت: المحاسبـي، فقال: نعم خذ من علمه وأدبه، ودع عنك تشقيقه الكلام ورده على المتكلمين، ثم لما وليت سمعته يقول: جعلك الله صاحب حديث صوفياً ولا جعلك صوفياً صاحب حديث: أشار إلى أنّ من حصل الحديث والعلم ثم تصوف أفلح،

          ومن تصوف قبل العلم خاطر بنفسه.

حينما نقرأ الغزالي يسكن القلب ويطمئن بأن رزقنا الله بعالم مثله يكشف عنا خبايا النفوس ويعلمنا مما علمه ربه بباطن الامر وظاهره 

اللهم يامن علمت إدريس عليه السلام وفقنا وبارك لنا في رحاب حبك ومجدك يارحيم ارحم قلباً احبك وعبداً واقفاً ببابك وعلمنا من لدنك علما نافعا وهب لنا قلبا يتذوق ربِ زني علماً ياعليم 


 

انت من تكتب قصه حياتك يوم بيوم فقط اغسل نفسك كل صباح بكل مايتعلق بالماضي رسول الله صل الله عليه وسلم علمنا تلات لو قلناها غفرت ذنوبنا ولكنا فارين من الزحف اي أشد ذنب ممكن يقترفه انسانةالفرار يوم الزحف ومع ذلك بشرنا الحبيب وقال من قالها ثلاث غفرت ذنوبه ولو كان فأرا من الزحف وهما استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه ربي اغفر ثلاث مرات كده اغتسلت من كل ذنوبك زعلان ليه بقه افتح صدرك للحياه وانزل بطاقه حب طاقه نور انك هتكون النتا عاوزو مش ال الناس عوزاه تحرر من اي عقد امسح صندوقك الأسود وذلك كل صباح ستجد حياتك تمشي في الاتجاه ال نتا عاوز في خلال ٤٠ يوم فقط ‏‏ مثلثك... توازن.. عقل... روح... جسد بهم تكن اسعد الناس

تعليقات