التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تمت بحمد الله رسائل تآملية في شرح الحكم العطائيه ٢٥٨ الي ٢٦١ والاخيره

 


(258) أَكْرَمَكَ بكَرَامَاتٍ ثَلاَث : جَعَلَكَ ذَاكِراً لَهُ وَلَوْلا فَضْلُهُ لَمْ تَكُنْ أَهْلاً لِجَرَيَانِ ذِكْرِهِ عَلَيْكَ ، وَجَعَلَكَ مَذْكُوراً بِهِ ، إِذْ حَقَّقَ نِسْبَتَهُ لَدَيْكَ وَجَعَلَكَ مَذْكُوراً عِنْدَهُ فَتَمَّمَ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ .

259) رُبَّ عُمُرٍ اتَّسَعَتْ آمَادُهُ وَقَلَّتْ أَمْدَادُهُ ، وَرُبَّ عُمُرٍ قَلِيَلةٌ آمَادُهُ كَثِيرَةٌ أَمْدَادُهُ .
260) مَنْ بُورِكَ لَهُ فِي عُمُرِهِ أَدْرَكَ فِي يَسِيرٍ مِنَ الزَّمَنِ مِنْ مِنَنِ اللهِ تَعَالَى مَا لا يَدْخُلُ تَحْتَ دَوَائِرِ العِبَارَةِ ، وَلاَ تَلْحَقُهُ الإِشَارَةُ .
261) الخِذْلاَنُ كُلُّ الخِذْلاَنِ أَنْ تَتَفَرَّغَ مِنَ الشَّوَاغِلِ ، ثَمَّ لا تَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ ، وَتَقِلَّ عَوَائِقُكَ ، ثُمَّ لا تَرْحَلَ إِلَيْهِ

يقول ابن عجيبة في إيقاظ الهمم:
 
قلت: إذا قلّت شواغلك في الظاهر وعوائقك في الباطن، ثم لم تتوجه إليه في ظاهرك ولم ترحل إليه في باطنك، فهو علامة غاية الخذلان الكبير لأن جل الناس ما حبسهم عن التوجه إلى الله إلا كثرة أشغالهم الحسية، فاشتغلت جوارحهم بخدمة الدنيا في الليالي والأيام والشهور والأعوام، حتى انقرض العمر كله في البطالة والتقصير فهذا هو الخذلان الكبير. 

ومن الناس من قلّت شواغلهم الظاهرة لوجود من قام لهم بها، لكن كثرت علائقهم في الباطن لكثرة ما تعلق بهم من الشواغب فهم مغرقون في التدبير والاختيار والاهتمام بأمور من تعلق بهم من الأنام، لا سيما من كان له جاه ورياسة وخطة أو سياسة، فهذا باعتبار العادة بعيد من الإقبال على مولاه إلا إن سبقت له سابقة عناية فتجره إلى رحمة ربه ورضاه. 

والحاصل أن الخير كله في التخفيف من الشواغل والعلائق والمخاطف، فمهما همّ بالسير جذبته المخاطف إليها وبقي مرهوناً معها. 

(انتهى من إيقاظ الهمم) 


262) الفِكْرَةُ سَيْرُ القَلْبِ فِي مَيَادِينِ الأَغْيَارِ .

يقول ابن عجيبة في إيقاظ الهمم:
 
فمن لا تفرغ له لا فكرة له، ومن لا فكرة له لا سير له، ومن لا سير له لا وصول له. 
فالفكرة هي سير القلب إلى حضرة الرب، وذلك السير في ميادين الأغيار أي في مجال شهود الأغيار ليستدل بها على وجود الأنوار، فهذه فكرة أهل الحجاب.
وفكرة أهل الشهود سير الروح في ميادين الأنوار أو سير السر في ميادين الأسرار...

وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: الفكرة انبعاث القوة الإدراكية في عالم الغيب والشهادة ليدرك حقيقة الأشياء على ما هي عليه ومن وجد ذلك فهو عارف. اه‍‍

وقيل إنما عبر الشيخ بالأغيار وهي المخلوقات لقوله عليه الصلاة والسلام، وقد رأى قوماً يتفكرون، فقال لهم: "تفكّروا في الخلق ولا تفكّروا في الخالق فإنكم لا تقدرون الله حق قدره" اه‍‍. 

قلت: إنما نهى عليه الصلاة والسلام عن التفكر في كنه الذات وإدراك الحقيقة، وأما التفكر في عظمة الذات وقدمها وبقائها ووحدانيتها وتجلياتها في ظهورها وبطونها، فهذا لا ينهى عنه لأنه سبب المعرفة مع العجز عن إدراك الكنه.

والتحقيق أن أهل الحجاب لا يحل لهم التفكر إلا في المصنوعات، وأما أهل العرفان فلا يتفكرون إلا في عظمة الذات أي في عظمة الصانع وتوحيده وقدمه وبقائه وظهوره واحتجابه وفي الغيبة عن الحس وشهود المعنى، أو في الغيبة عن الكون بشهود المكوّن أو في الغيبة عن الظلمة بشهود النور وهو سراج القلب. 

(انتهى من إيقاظ الهمم) 

263) الفِكْرَةُ سِرَاجُ القَلْبِ ، فَإِذَا ذَهَبَتْ فَلا إِضَاءَةَ لَهُ 


يعني: أن الفكرة بمنزلة السراج للقلب يستضيء بها لأن بها تنجلي حقائق الأمور فيظهر الحق من الباطل وتعرف آفات النفس بالتفكر في معائبها ومكائدها وتعلم مكائد العدو وغرور الدنيا ونحو ذلك. فإذا ذهبت الفكرة منه فلا إضاءة له فيكون كالبيت المظلم والعياذ بالله.


شرح الحكم العطائية.. الحكم أرقام " 258 " و 259 " و " 260 ":
الحكمة رقم ” 258 "
يعني: أن الله  أكرمك  بثلاث كرامات جمع لك فيهن أنواع الخير الأولى: جعلك ذاكرا له بلسانك وقلبك ووجه حلاوة ذلك
إليك ولولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك. والثانية: جعلك مذكورا به عند الناس بأن يقال: هذا ولي الله وذاكره, إذ حقق نسبته - أي خصوصيته - لديك وهي ما أظهره من أنوار الذكر والطاعة عليك. والثالثة: جعلك مذكورا عنده فتمم نعمته عليك بمزيد الإكرام ومنتهى الفضل والإنعام. وفي الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه" وقال صلى الله عليه وسلم: " ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ". والعندية هنا عندية مكانة - أي شرف - لا مكان تعالى الله عن ذلك.
الحكمة رقم” 259 “:
" رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده. ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده."
أي: رب عمر لشخص اتسعت آماده - بالمد جمع أمد كسبب وأسباب - أي
اتسع زمنه حتى طال وقلت أمداده - بفتح الهمز جمع مدد - أي فوائده بأن
كان الشخص من الغافلين, ورب عمر لشخص آخر قليلة آماده كثيرة أمداده بأن كان من الذاكرين .
وكم سنعدد من امثله اهمها حبيبتنا الزهراء التي انتقلت وهيا في العشرينات من عمرها ولكنها خلفت َورائها رجال عمرو الأرض بنور الحبيب وعكس ذلك أناس طالت أعمارهم وكلما عاشو اكثر طُحنو اكتر واكتر 
الحكمة رقم ” 260 ": 
" من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة." بتحضن عن نفس المعنى بركة الأعمار 
يعني: أن من بورك له في عمره بأن رزق من الفطنة واليقظة ما يحمله على اغتنام الأوقات وانتهاز فرصة الإمكان خشية الفوات فبادر إلى الأعمال القلبية والبدنية واستفرغ في ذلك مجهوده بالكلية أدرك في يسير من الزمن من المنن الإلهية والمعارف الربانية ما لا يدخل تحت دوائر العبارة لقصورها عن الإحاطة به ولا تلحقه الإشارة إليه لعلوه في مقامه ومنصبه, فيرتفع له في كل ليلة من لياليه من الأعمال الصالحة ما لا يرتفع لغيره في ألف شهر فتكون لياليه كلها بمنزلة ليلة القدر. كما قال أبو العباس المرسي: أوقاتنا ـ والحمد لله ـ كلها ليلة القدر. فالعبرة بالبركة بالعمر لا بطوله. وعلى هذا يحمل حديث: " البر يزيد في العمر " فإن المراد البركة فيه بحيث يفعل فيه من الخيرات ما لا يفعله غيره في الأزمنة الطويلة الخالية من البركات.

264) الفِكْرَةُ فِكْرَتَانِ : فِكْرَةُ تَصْدِيقٍ وَإيمَانٍ , وَفِكْرَةُ شُهُودٍ وَعِيَانٍ ، فَالأُولَى لأَرْبَابِ الاعتبار، وَالثَّانِيَةُ لأَرْبَابِ الشُّهُودِ وَالاستِبْصار 
يعني: أن الفكرة التي هي السير في ميادين الأغيار فكرتان: إحداهما أرفع من الأخرى لأنها تختلق باختلاف السالكين والمجذوبين, ففكرة السالكين: فكرة تصديق وإيمان - أي: فكرة ناشئة عن أصل التصديق الذي هو الإيمان- والقصد بها الزيادة فيه بالاستدلال بالأثر على المؤثر. وأما فكرة المجذوبين: ففكرة شهود وعيان - أي فكرة ناشئة عن المشاهدة والمعاينة بعين البصيرة - فيستدلون بالمؤثر على الأثر. فالأولى لأرباب الاعتبار - أي المستدلين بالآثار - وهم السالكون. والثانية لأرباب الشهود والاستبصار - أي المستدلين بالمؤثر على الأثر - وهم المجذوبون. واعلم أن المجذوب سلك الطريق مسرعا إلى االله واطلع على المقامات التي كابد مشقتها من سواه, خلافا لمن قال: إن السالك أتم من المجذوب لأن السالك عرف الطريق والمجذوب ليس كذلك, لأن المجذوب طويت له الطريق ولم تطو عنه فهو كمن طويت له الطريق إلى مكة. والسالك كمن سار إليها بمشقه كذا حققه بعض العارفين 
وهذا آخر الحكم 
انتهى ولله الحمد مساء الثلاثاء 15 نوفمبر ٢٠٢٢

اللهم تقبل منا قبول من قربتة لحضرتك ولا تحرمنا حضرتك ياربي وارزق قلوبنا بنظرة رحمة نظرة رضا نظرة العتق نظرة لانقوم منها ابداياكريم ربي عطائك الجزيل لابن عطاء الله كمان كان سبب لنا في فهم خبايا نفوسنا فكن له يارحيم بجاه حبيبك ارحم حبيبك فقد تنورنا بنور علمه اللهم انر قبره واجعله روضة من رياض الجنة 
انت من تكتب قصه حياتك يوم بيوم فقط اغسل نفسك كل صباح بكل مايتعلق بالماضي رسول الله صل الله عليه وسلم علمنا تلات لو قلناها غفرت ذنوبنا ولكنا فارين من الزحف اي أشد ذنب ممكن يقترفه انسانةالفرار يوم الزحف ومع ذلك بشرنا الحبيب وقال من قالها ثلاث غفرت ذنوبه ولو كان فأرا من الزحف وهما استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه ربي اغفر ثلاث مرات كده اغتسلت من كل ذنوبك زعلان ليه بقه افتح صدرك للحياه وانزل بطاقه حب طاقه نور انك هتكون النتا عاوزو مش ال الناس عوزاه تحرر من اي عقد امسح صندوقك الأسود وذلك كل صباح ستجد حياتك تمشي في الاتجاه ال نتا عاوز في خلال ٤٠ يوم فقط ‏‏ مثلثك... توازن.. عقل... روح... جسد بهم تكن اسعد الناس

تعليقات